رأى المحلل السياسي خالد سلمان أن جماعة الحوثي عادت بقوة إلى مسرح الأحداث بعد فترة من الهدوء النسبي، عقب الاتفاق مع واشنطن بعدم استهداف السفن الأمريكية مقابل كف الضربات الجوية عن بنيتها العسكرية.
وأشار سلمان في تغريدة إلى أن الحوثي لم يكتفِ بحضور شكلي مسلح في البحر، بل تصاعد إلى عمليات تدمير وإغراق للسفن، مع توثيق هذه العمليات لإرسال رسائل متعددة للداخل والخارج، خصوصًا إلى الداخل الذي يزداد معارضته لسلطة الجماعة.
وشرح أن عمليات إغراق السفن تمت باستخدام تكتيكات متعددة من قصف ثلاثي، بينها الطائرات المسيرة والقوارب المفخخة والقوة البشرية، مما يمثل انعطافة نوعية في مسرح الصراع، ويعكس دور الحوثي كأداة إيرانية متقدمة في الإقليم.
ولفت إلى أن هذه العمليات مدعومة بالاستخبارات الإيرانية والمعلومات والتنسيق المباشر، وتهدف لتعزيز الموقف الإيراني في مفاوضات نووية مرتقبة، باستخدام الحوثي كأحد الأوراق الاستراتيجية في المنطقة.
وأكد سلمان أن هذه العمليات ستدفع الدول العربية والقوى الدولية إلى إعادة تقييم أمن الممرات البحرية، مع بروز دور مصر كشريك إقليمي فاعل ضمن تحالف دول المنطقة، إضافة إلى استعداد إسرائيل لاتخاذ خطوات استباقية لمنع حرب استنزاف طويلة مع الحوثي، وتحويله إلى مليشيا محلية معزولة بعيدًا عن المحيط الإقليمي.
تقييمات سلمان تعكس تعقيد المشهد الإقليمي اليمني ودور الحوثي كجزء من صراع أوسع بين القوى الإقليمية والدولية، وتؤكد الحاجة إلى استراتيجيات متزامنة بين المواجهة العسكرية والتفاوض السياسي.