في زمنٍ تشتد فيه التحديات وتتعاظم فيه المسؤوليات يبرز الأمل من بين ثنايا الجهود الخيّرة التي يقدمها أبناء المجتمع بإرادتهم الحرة ووعيهم العميق بأهمية العمل الجماعي. ومن أروع الأمثلة التي شهدناها مؤخرًا مبادرة إصلاح الطريق الدولي في محافظة أبين والتي مثّلت أنموذجًا يُحتذى به في البذل والعطاء والتكاتف من أجل الصالح العام.
وفي زمنٍ غابت فيه مؤسسات الدولة عن أداء دورها الخدمي وترك المواطن يواجه تحديات البنية التحتية بمفرده برز أبناء المجتمع كصناع أمل حقيقي نهضوا بمسؤوليتهم تجاه أرضهم وأهلهم، وأثبتوا أن الإرادة المجتمعية قادرة على صنع الفرق حين يتوحّد الهدف وتخلص النية.
لقد تجلت في هذه المبادرة المباركة أسمى معاني المسؤولية المجتمعية، حيث لم تنتظر الجهات الرسمية وحدها للقيام بالمهمة بل نهض شباب ورجال من أبناء المنطقة مدفوعين بحسّهم الوطني وغيرتهم على مصلحة الناس ليساهموا بكل جدية وإخلاص في إعادة تأهيل الطريق الحيوي الذي يخدم آلاف المواطنين يوميًا.
إن ما تحقق على أرض الواقع لم يكن ليتم لولا تكاتف الجهود الصادقة وتعاون الأطراف المختلفة التي جمعتها النية الخالصة لخدمة المجتمع ونخصّ بالذكر بالعرفان والتقدير:العميد الركن ناصر عبدربه منصور الذي قدّم دعمًا معنويًا وماديًا ساهم في دفع عجلة العمل إلى الأمام.
رئيس وأعضاء المبادرة المجتمعية، الذين كانوا في قلب الميدان، متحملين عبء التنسيق والتنفيذ وهم:
الأستاذ إبراهيم الكازمي
الأستاذ نبراس الشرمي
الأستاذ ماهر البرشاء
الأستاذ فهد البرشاء
كما لا يفوتنا أن نوجه الشكر والتقدير لكل من ساهم، ولو بكلمة، أو بدعاء، أو بتوفير مادة أو دعم لوجستي لإنجاح هذه المبادرة.
إن هذه المبادرة ليست سوى بداية لطريق طويل من الإنجاز ومسار واعد يحمل في طياته الأمل بمستقبلٍ أفضل، تُبنى فيه التنمية بسواعد المجتمع ويتحقق فيه التغيير الحقيقي من الداخل.
نسأل الله أن يبارك في جهود الجميع، وأن يجعل هذه الأعمال في ميزان حسناتهم وأن يوفقهم دومًا لكل خير وكل عام وانتم بالف خير
4 يونيو 2025