آخر تحديث :الإثنين-13 أكتوبر 2025-01:59م
أخبار وتقارير

اللواء بن بريك: شعب الجنوب سئم الخطابات المتكررة والوعود التي لا تُطعم جائعاً ولا تحفظ كرامة

اللواء بن بريك: شعب الجنوب سئم الخطابات المتكررة والوعود التي لا تُطعم جائعاً ولا تحفظ كرامة
الإثنين - 13 أكتوبر 2025 - 11:24 ص بتوقيت عدن
- باب نيوز - خاص:

نشر اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ومحافظ حضرموت الأسبق، مقالًا مطولًا على صفحته الرسمية في "فيسبوك" بعنوان "ثورة الرابع عشر من أكتوبر الـ62.. الجنوب بين حلم الحرية ووجع الواقع" تناول فيه مسيرة الثورة الجنوبية المجيدة وما آلت إليه أوضاع الجنوب بعد أكثر من ستة عقود على انطلاقتها.

وقال بن بريك في مستهل مقاله: "في الرابع عشر من أكتوبر، قبل اثنين وستين عاماً، أطلق أبناء الجنوب رصاصتهم الأولى من جبال ردفان الشامخة، فدوّت صرخة الحرية في وجه المستعمر، معلنة ميلاد الثورة التي أعادت للجنوب كرامته المسلوبة، وفتحت أبواب التاريخ أمام شعبٍ أراد الحياة فصنعها بإرادته".

وأضاف نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي أن ثورة أكتوبر كانت "صفحة ناصعة في سجل الشعوب الحرة" جسّد فيها أبناء الجنوب أسمى معاني التضحية والفداء، وسطروا بدمائهم ملحمة النصر على أعتى إمبراطورية عرفها التاريخ الحديث.

وأكد بن بريك: "نترحّم اليوم، في الذكرى الثانية والستين، على أرواح الشهداء الأبرار الذين صاغوا بدمائهم درب الحرية، ووهبوا حياتهم لتعيش أجيالنا في كرامةٍ وعزّةٍ وسيادة. رحم الله أولئك الرجال الذين لم يساوموا على الوطن، فبفضلهم نعيش اليوم على أرضٍ طاهرةٍ حرةٍ رغم كل ما يحيط بها من محنٍ وتحديات".

وتابع قائلاً إنّ المؤلم في الواقع الراهن هو أن "الحلم الذي راود الشهداء والثوار لم يتحقق كما أرادوه" موضحاً أن المواطن الجنوبي يعيش اليوم في دوّامة من الأزمات الاقتصادية والمعيشية، حيث "بلغ الموظفون الشهر الرابع بلا راتب، وتبحث الأسر عن لقمةٍ كريمة في وطنٍ يفيض بالخيرات" بينما تتفاقم المعاناة من كل جانب.

وأشار بن بريك إلى أن المواطن الجنوبي الذي حلم بدولةٍ تليق بتضحياته يواجه اليوم واقعاً يزداد قسوةً وعبثاً، وقال: "لقد أثبتت التجربة أن التحرر الحقيقي لا يكتمل برحيل المحتل فقط، بل يبدأ ببناء الإنسان الحر القادر على صون مكتسباته، ومواجهة العابثين الذين يتسلّقون على أكتاف الثورة باسمها، ويختبئون خلف شعاراتها لينهبوا أحلام الناس".

وانتقد بن بريك من وصفهم بـ"الذين جعلوا من القضية سلّماً ومن الثورة رداءً يتدثّرون به حين يشاؤون" مشيراً إلى أن الشعب الجنوبي "تعب من الوعود والخطابات التي لا تُطعم جائعاً ولا تردّ كرامةً مهدورة".

ودعا اللواء بن بريك إلى عقلانيةٍ جماعية تُدار بها مسيرة الجنوب، بعيداً عن عقلية التملك أو الإقصاء، مؤكداً أن "مشروع الاستقلال لا يمكن أن يُدار بعقلية الاستفراد، بل بعقلٍ جماعيٍّ ناضجٍ يضع الجنوب فوق كل اعتبار".

وفي ختام مقاله، شدد نائب رئيس المجلس الانتقالي على أن ذكرى أكتوبر ليست مجرد احتفال، بل "لحظة صدقٍ مع الذات ومراجعة عميقة للمسار الوطني والسياسي" مضيفاً: "لا استقلال بلا عدالة، ولا دولة بلا مؤسسات، ولا كرامة في ظلّ من يظنّ أن الوطن ملكية خاصة أو إرث يُوزَّع على المقرّبين".

واختتم اللواء أحمد بن بريك مقاله بالتأكيد على تجديد العهد للشهداء بأن تظل ثورة أكتوبر منارة للحرية الحقيقية، قائلاً: "ليعلم من ضلّ الطريق أن الجنوب لا يُباع ولا يُشترى، وأن الجوع لا يُطفئ الكرامة، وأن الشعوب التي خلّدت أكتوبر قادرة على أن تُعيد كتابة التاريخ من جديد".