آخر تحديث :الجمعة-22 أغسطس 2025-01:19م
أخبار وتقارير

الحوثيون يخطفون أمين عام "المؤتمر الشعبي" ويصعدون حملة القمع ضد الحزب

الحوثيون يخطفون أمين عام "المؤتمر الشعبي" ويصعدون حملة القمع ضد الحزب
الجمعة - 22 أغسطس 2025 - 01:06 م بتوقيت عدن
- باب نيوز - خاص:

رغم إعلان حزب المؤتمر الشعبي في صنعاء – العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين – عن إلغاء احتفاله السنوي بذكرى تأسيسه تلبيةً لرغبات الجماعة، أقدمت الأخيرة على تصعيد ضغوطها ضد الحزب باختطاف أمينه العام غازي الأحول مع مرافقيه، وفرض رقابة مشددة على باقي قيادات الحزب التي لا تُعتبر موالية بالكامل.

وقد أثارت عملية الاعتقال استنكار الحكومة اليمنية وغضباً شعبياً وحزبياً، في وقت تواصل فيه الجماعة المدعومة من إيران حملة قمع للأصوات الحزبية والمدنية المتبقية ضمن مناطق سيطرتها، مبررةً تصرفاتها بزعم وجود مؤامرة تستهدف حكمها الانقلابي.

وذكرت مصادر سياسية في صنعاء أن قوة مسلحة من الحوثيين اعترضت طريق الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي ، غازي الأحول، واعتقلته مع مرافقيه واقتادتهم إلى مكان غير معروف، وسط تكهنات بأن يكون الأحول من بين المعارضين للضغوط التي تمارسها الجماعة لإلغاء الاحتفال بذكرى تأسيس الحزب.

وكانت الجماعة قد أرغمت جناح الحزب في صنعاء على إلغاء الاحتفال بالذكرى الثالثة والأربعين لتأسيسه، التي تُصادف 24 أغسطس (آب) من كل عام، بعد أيام من حملات تخوين وتهديدات أطلقها قادة الجماعة، بذريعة وجود مؤامرة للانتفاض ضدها.

وحسب مصادر سياسية في صنعاء، لم يقتصر ضغط الجماعة على إلغاء الفعالية، بل تعدّاه إلى محاولة فرض قرارات بفصل عدد من القيادات في الحزب، يتصدّرهم أحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس الراحل ومؤسس الحزب.

وأصدر جناح المؤتمر في صنعاء بياناً، أعلن فيه أن عدم إقامته أي احتفالات بهذه المناسبة يعود إلى الظروف التي تمر بها غزة، مؤكداً أن جهود قياداته وأعضائه ستوجَّه لحضور فعاليات المساندة للشعب الفلسطيني .

وحرص البيان على تأكيد أن الحزب ما زال ملتزماً بتحالفه مع الحوثيين في مواجهة ما وصفه بـ العدوان والحصار ، مجدداً موقفه الداعم لقوات الجماعة بقيادة زعيمها عبد الملك الحوثي.

إدانة حكومية

وتعليقاً على اعتقال الحوثيين أمين عام حزب المؤتمر الشعبي بصنعاء، غازي الأحول ومرافقيه، أدان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني بشدة الحادثة، ووصفها بأنها جريمة جديدة تندرج في إطار حملة ممنهجة لتصفية الحزب وقياداته، رغم محاولاته المتكررة تفادي الصدام، عبر إلغاء الفعاليات السياسية والإعلامية الخاصة بذكرى تأسيسه .

وقال الإرياني في تصريحات رسمية إن ما يجري يؤكد أن الحوثيين لا يسعون فقط إلى تحجيم المؤتمر الشعبي أو تقييد نشاطه، بل يستهدفون شطبه تماماً من المشهد السياسي، كما فعلوا منذ اغتيال مؤسسه الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، وما تلاه من تصفيات جسدية لقيادات الحزب.

وأوضح الوزير اليمني أن الحزب منذ تأسيسه عام 1982، مثّل حجر الزاوية في الحياة السياسية اليمنية، وحمل مشروع الجمهورية والدولة المدنية، وظل الأكثر حضوراً وجماهيرية في الشارع.

وأكّد الإرياني أن هذه التطورات تبرهن على استحالة الشراكة أو التعايش مع الحوثيين، إذ لا تعترف الجماعة بأي شريك سياسي، ولا بأي صيغة للتعددية، وقال إنها بذلك الصنيع تُقدّم رسالة واضحة لجميع القوى السياسية والاجتماعية في مناطق سيطرتها: إما الذوبان الكلي في مشروعها الطائفي وإما مواجهة التصفية والبطش .

ورأى الوزير أن إعلام الحزب في صنعاء إلغاء فعالياته السياسية والإعلامية بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لتأسيسه، يكشف عن حجم الضغوط التي مارستها الجماعة، والتي وصلت إلى التخوين والتهديد العلني بالاعتقال والتصفية.

وتساءل الإرياني عن سبب خوف الحوثيين من حزب المؤتمر ، قائلاً إن الجماعة تُدرك الحجم الجماهيري الواسع للحزب، وتخشى أن يظهر للرأي العام حجم شعبيته مقارنة بضعف شعبيتها، ولهذا تلجأ إلى القمع والتهديد والمنع.

ودعا وزير الإعلام اليمني جميع القوى الوطنية إلى الاصطفاف خلف المؤتمر الشعبي العام بوصفه الحزب الأوسع جماهيرية، وإلى توحيد الصفوف في جبهة وطنية لمقاومة مشروع الحوثي الطائفي.

كما دعا المجتمع الدولي إلى إدراك أن الحوثيين الذين لا يسمحون حتى لحلفائهم بالبقاء في المشهد لا يمكن أن يكونوا شركاء في أي تسوية سياسية، وأن الوقت قد حان للتعامل معهم بوصفهم خطراً إرهابياً مدعوماً من إيران يُهدد اليمن والمنطقة، وفق تعبيره.

نقلاً عن الشرق الأوسط