لم تعد أمطار عدن موسمية الفرح كما في بقية المحافظات، بل باتت مصدر قلق وخوف لسكانها، إذ ما إن تتساقط بغزارة حتى تتراكم السيول في الشوارع والأحياء، مهددة المنازل والبنية التحتية الهشة، في ظل غياب مصارف حديثة لتصريف مياه الأمطار.
ومع كل موسم مطير، تتحول شوارع المدينة إلى برك آسنة تعيق حركة السير وتنعكس سلبا على الصحة العامة، بينما تزداد معاناة الأهالي مع المباني القديمة المتصدعة التي تفتقر إلى الصيانة، وهي منازل تعود في معظمها إلى عقود مضت ولم تحظ بأي اهتمام رسمي يوازي حجم المخاطر المحدقة بها.
غير أن المشهد الأخير لهطول الأمطار الغزيرة في عدن، شهد تحركاً لافتاً، حيث قام الاستاذ.. أحمد حامد لملس، وزير الدولة محافظ عدن، بالنزول الميداني إلى مديريات المحافظة لتفقد الأوضاع ميدانياً. ووجّه بتوفير الشفاطات لسحب مياه السيول المتراكمة من الشوارع، في خطوة عملية لتخفيف الأضرار عن السكان والتقليل من حجم المعاناة.
هذا التحرك الميداني يعد بارقة أمل للأهالي، لكنه يظل خطوة إسعافية مؤقتة ما لم تُستكمل بخطة استراتيجية شاملة لإعادة تأهيل شبكات تصريف مياه الأمطار، وصيانة الطرق، والتنسيق مع الجهات الحكومية والمنظمات الدولية لوضع حلول جذرية ودائمة.
فعدن، المدينة الساحلية العريقة، لم تعد تحتمل المزيد من الإهمال، وما لم تتبنّ الحكومة إجراءات عاجلة وفاعلة، فإن الفجوة بين الناس ومؤسسات الدولة ستتسع، وسيتراجع الأمل تدريجياً.
فهل يكون هذا التحرك بداية لمعالجة أعمق، تعيد للمدينة استقرارها في تصريف مياة الامطار الموسمية وتعيد للناس ثقتهم بالدوله