آخر تحديث :الإثنين-16 يونيو 2025-01:47ص
أخبار وتقارير

دراسة حديثة تربط جنوح الدلافين في سقطرى بتغيرات بيئية حادة وتوصي بنظام إنذار مبكر

دراسة حديثة تربط جنوح الدلافين في سقطرى بتغيرات بيئية حادة وتوصي بنظام إنذار مبكر
الأحد - 15 يونيو 2025 - 02:57 م بتوقيت عدن
- باب نيوز - خاص:

كشفت دراسة علمية حديثة صادرة عن مركز سقطرى للدراسات الإنسانية والاستراتيجية أن حادثة جنوح الدلافين التي شهدتها محافظة أرخبيل سقطرى مطلع يونيو الجاري، تعود إلى تغيرات موسمية مفاجئة في البيئة البحرية، أبرزها اضطراب التيارات المائية وتداخلها مع الخصائص الطبوغرافية المعقدة للجزيرة.

وأشارت الدراسة إلى أن الأنواع التي تعرضت للجنوح، من بينها الدلافين قارورية الأنف والمخططة، تُعد شديدة الحساسية للتغيرات البيئية المفاجئة، خصوصًا خلال فترات الرياح الموسمية بين مايو–يونيو وسبتمبر–أكتوبر، حيث تفقد توازنها البيولوجي وتندفع نحو المياه الضحلة.

وبحسب الباحثين، فإن المنحدرات الساحلية اللطيفة لسواحل الأرخبيل تُربك أنظمة التوجيه الصوتي (الإيكولوكيشن) التي تعتمد عليها الدلافين، ما يجعلها أكثر عرضة للانحراف والارتطام بالشواطئ، خاصة في المناطق ذات التضاريس المعقدة والخلجان الضيقة.

واعتبرت الدراسة أن هذه الحادثة ليست حالة منفردة، بل تندرج ضمن نمط متكرر لحوادث الجنوح في السنوات الأخيرة، ما يثير تساؤلات علمية حول التحولات البيئية في واحدة من أغنى النظم البيئية في المحيط الهندي.

وعزت الدراسة تنامي الظاهرة إلى عوامل متعددة، منها التغيرات المفاجئة في حرارة المياه والتيارات البحرية، إضافة إلى ظاهرة "الصعود البحري" التي تصاحبها تقلبات حرارية حادة بفعل تدفق المياه الباردة الغنية بالمغذيات من الأعماق، وهو ما يربك آليات التوجيه البحري لدى الدلافين.

ولم تغفل الدراسة الأثر السلبي للنشاط البشري، مثل الضوضاء الناتجة عن محركات القوارب وأجهزة السونار، والتي تؤثر مباشرة في الأنظمة الصوتية الحساسة للكائنات البحرية.

واختتم فريق البحث دراسته بجملة من التوصيات، أبرزها: إنشاء نظام إنذار مبكر في المناطق المعرضة للجنوح، تدريب فرق استجابة محلية متخصصة، متابعة التغيرات المناخية الموسمية، إلى جانب تعزيز الوعي المجتمعي بكيفية التعامل مع الحالات المشابهة وتنفيذ مسوحات دورية لرصد صحة وسلوك مجموعات الدلافين.