نبراس الشرمي - باب نيوز:
أكد الأستاذ الدكتور علي صالح الخلاقي، أن مهرجان يافع التراثي يُعدُّ تقليدًا متوارثًا مرتبطًا بعيد الأضحى المبارك منذ قرون مضت، حيث يتم تنظيم الفعاليات وفق جدول محدد يشمل أكثر من منطقة في يافع. وأشار إلى أن المهرجان كان يتبع تسلسلاً تاريخيًا يشمل زيارات إلى مزارات الأولياء والصالحين، مما أكسبه طابعًا دينيًا واجتماعيًا إلى جانب قيمته الثقافية.
وأوضح الدكتور الخلاقي، في حديث خاص لموقع "باب نيوز" الإخباري أن تقسيم الاحتفالات بين المناطق يسهم في الحفاظ على الموروث الشعبي، إذ تُخصَّص كل منطقة بيوم لإحياء الفنون والتقاليد الخاصة بها، مما يتيح مشاركة أوسع ويعزز التنوع الثقافي.
"عادات وتقاليد"
وأشار إلى أن المصادر التاريخية تؤكد امتداد هذه التقاليد إلى العصر الحميري القديم، حيث كانت قبيلة يافع إحدى البطون الرئيسية لقبيلة ذي رعين الحميرية، التي حكمت اليمن لعدة قرون. وأوضح أن جذور الاحتفالات تعود إلى الطقوس القتالية التي مارستها القبيلة، مثل رقصة البرع، التي كانت تعكس الطابع العسكري ليافع في مواجهة الغزاة.
"بين الماضي والحاضر"
وبخصوص تطور المهرجان عبر الزمن، أوضح الدكتور الخلاقي، أنه بدأ كاحتفال اجتماعي وقبلي يتمحور حول الرقصات التقليدية، ثم تحول لاحقًا إلى حدث ديني واجتماعي مرتبط بعيد الأضحى، حيث تمت إضافة زيارات دينية إلى مزارات الأولياء والصالحين، ليصبح اليوم أكثر تركيزًا على إحياء التراث وتعزيز الهوية الثقافية.
وحول الفعاليات التي يشملها المهرجان، أشار إلى أنها تتنوع حسب المناطق المستضيفة، وتشمل عروض الرقصات التراثية، وعلى رأسها البرع بفنونه المختلفة، بالإضافة إلى الزامل الشعبي، الذي يُؤدى بصوت جماعي قوي، وجلسات الشعر التي يتبادل فيها الشعراء أبياتهم حول القضايا الاجتماعية والتاريخية، فضلًا عن عروض الأزياء التراثية التي تعكس هوية يافع، إلى جانب فعاليات ثقافية، تناقش تاريخ وتراث القبيلة من خلال الموروث الشعبي.
"منصة ثقافية"
وأكد الدكتور الخلاقي، أن توزيع الفعاليات بين المناطق يمنح كل منطقة فرصة لإبراز خصوصيتها الثقافية، حيث كانت الاحتفالات تبدأ في زيارة بني بكر بالحدّ، ثم زيارة الشبر حاضرة مكتب الحضارم ، ثم القعيطي، ثم تنتقل إلى الهجر، والموسطة، والمفلحي، بما يضمن الحفاظ على التنوع التراثي داخل القبيلة.
وفيما يتعلق بالمشاركة الاجتماعية، أوضح أن الاحتفالات في الماضي كانت تشمل حضورًا أوسع للنساء، خاصة في صفوف "البال" النسائية، التي كانت جزءًا رئيسيًا من الفعاليات، لكنها تراجعت اليوم، ليقتصر الدور النسائي على بعض المشاركات الرمزية في عروض الأزياء للأطفال. كما لفت إلى أن المهرجانات السابقة كانت بمثابة منصة للتعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية، بينما باتت اليوم تُركّز على الجوانب التراثية والثقافية.
وختم الدكتور الخلاقي، تصريحه بالتأكيد على أهمية استمرار هذه التقاليد التراثية، وتطوير الفعاليات لتشمل جوانب جديدة من الفنون والأدب الشعبي، مما يعزز الهوية الثقافية ويحافظ على إرث يافع للأجيال القادمة.


