آخر تحديث :الجمعة-06 يونيو 2025-10:41م
حوارات

مسؤول يمني: التهديدات الإسرائيلية باستهداف عبدالملك الحوثي "دعاية سياسية"

مسؤول يمني: التهديدات الإسرائيلية باستهداف عبدالملك الحوثي "دعاية سياسية"
الجمعة - 06 يونيو 2025 - 10:41 م بتوقيت عدن
- باب نيوز - متابعات:

أشرف خليفة - إرم نيوز

أكد وكيل وزارة الإعلام اليمنية، الدكتور فياض النعمان، أن التهديدات الإسرائيلية باستهداف زعيم ميليشيا الحوثي، عبدالملك الحوثي، تحمل طابعا سياسيا وإعلاميا أكثر من كونها خطة عسكرية قابلة للتنفيذ.

وأوضح في حديثه لـ"إرم نيوز" أن تحقيق مثل هذه العملية في ظل الظروف الجغرافية والأمنية المعقدة في اليمن يعد أمراً بالغ الصعوبة، ما يجعل هذه التهديدات أقرب إلى استراتيجية الحرب النفسية والردع الإعلامي.

وأشار النعمان إلى أن الضربات العسكرية التي شنتها القوات الأمريكية مؤخراً شكلت تأثيراً كبيراً على ميليشيات الحوثي من النواحي العسكرية واللوجستية والمعنوية.

وبيّن أن الغارات استهدفت مواقع حيوية، بما في ذلك مراكز قيادة وسيطرة، ومستودعات أسلحة، ومنشآت ذات استخدام عسكري، مما أسفر عن تقليص القدرة العملياتية للحوثيين، وحدّ من قدرتهم على شن هجمات تهدد أمن الملاحة الدولية.

وأكد النعمان أن الحكومة اليمنية تلتزم بالسلام كخيار استراتيجي، لكنها تحتفظ بكافة البدائل، بما فيها العسكرية، لمواجهة تعنت الميليشيا ورفضها لمبادرات الحل.

وقال: "نضع دائما في اعتبارنا كل السيناريوهات، ولا يمكن أن تبقى الدولة رهينة لابتزاز جماعة مسلحة تسعى لتحويل اليمن إلى منصة تهديد إقليمي ودولي".

وفي حديثه عن الضربات الإسرائيلية الأخيرة، أوضح أن البُنى التحتية الوطنية كانت الأكثر تضررا، حيث طالت محطات الكهرباء والمياه والجسور ومرافق الاتصالات والموانئ ومطار صنعاء، مؤكدا أن القيادات الحوثية ما زالت تدير عملياتها من مراكز بديلة داخل أحياء مدنية كثيفة أو منشآت حوّلتها إلى ثكنات.

واعتبر النعمان أن الضربات يجب أن تستهدف البنية القتالية للميليشيا لا البنية التحتية الوطنية، التي يدفع ثمنها المواطن البسيط، وتستغلها الميليشيا لتعزيز قبضتها الأمنية والاجتماعية وتبرير ممارساتها القمعية، بما في ذلك التجنيد الإجباري للأطفال.

حرب إعلامية

وعن تهديدات الحوثيين بفرض حصار على إسرائيل أو التأثير في قطاع الاستثمار، وصفها بأنها "دعائية ورمزية"، قائلا إن الميليشيا لا تملك الإمكانيات الفعلية لذلك، رغم حيازتها على أسلحة نوعية مهربة من إيران.

وأضاف: "تهديداتهم لا تُغير من ميزان القوى، وتدخل ضمن الاستعراض الإعلامي أكثر من كونها تحوّلا استراتيجيا".

وتعليقا على الانتقادات الشعبية للشرعية، قال النعمان: "نتفهم هذا العتب النابع من حرص اليمنيين على استعادة الدولة، لكننا نواجه تحديات كبيرة، أبرزها الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا، والانقسام المؤسسي الناتج عنه، ومحاولات إضعاف مؤسسات الدولة".

وأكد أن الرئيس رشاد العليمي يشدد على ضرورة التماسك الوطني، وتوحيد الصفوف، والشراكة الفعلية مع التحالف بقيادة السعودية والإمارات، مشيرا إلى أن الحكومة تعمل وفق رؤية جديدة تهدف لإصلاح المؤسسات وتوحيد الجهود وتعزيز الحكم الرشيد في المناطق المحررة.

وفي الملف الإعلامي، قال النعمان إن الحكومة تواجه حربا إعلامية "ممنهجة" تشنها ميليشيا الحوثي، تقوم على التضليل وتزوير الحقائق، مؤكدا أن الرد يتم من خلال كشف انتهاكات الجماعة وتعزيز الحضور الإعلامي الرسمي والوطني، مع التأكيد على أهمية توحيد الخطاب الإعلامي لمواجهة المشروع الحوثي الذي وصفه بـ"السلالي العنصري الدخيل".

وعن فرص التسوية، قال إن "الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي ملتزمان بمرجعيات الحل الثلاث المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن وعلى رأسها 2216"، لكنه شدد على أن أي تسوية مشروطة بتفكيك البنية المسلحة للميليشيا، وتسليم السلاح الثقيل، وضمان عدم استخدام الأراضي اليمنية لتهديد الجوار.

وختم النعمان حديثه بالقول إن الحوثيين "ليسوا شركاء حقيقيين في السلام، فهم جماعة عقائدية تعيش على التصعيد والنهب والقمع"، مشددًا على أن الحكومة لا تسعى إلى الحرب، لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام مشروع يستهدف وجود الدولة وهويتها، وأنه "إذا فُرضت المواجهة، فإن الدولة ستدافع عن اليمن بكل الوسائل حتى تحرير العاصمة صنعاء".