آخر تحديث :الأربعاء-30 أبريل 2025-11:39م
عربي ودولي

مجزرة في كشمير: هجوم مسلح يودي بحياة 26 شخصًا بينهم سياح

مجزرة في كشمير: هجوم مسلح يودي بحياة 26 شخصًا بينهم سياح
الأربعاء - 23 أبريل 2025 - 12:18 م بتوقيت عدن
- باب نيوز - متابعات:

قالت السلطات الهندية لبي بي سي إن 26 شخصاً قتلوا بعدما أطلق مسلحون النار على مجموعة من السيّاح المحليين أثناء زيارة أحد المعالم في منطقة معروفة بجمال الطبيعة في الجزء الخاضع لإدارة الهند من إقليم كشمير.

وقع الهجوم في باهالغام، وهي بلدة خلابة في جبال الهيمالايا يصفها كثيرون بأنها "سويسرا الهند".

ولم تعلن حتى الآن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن تقارير إعلامية تقول إن جماعة مرتبطة بتنظيم "لشكر طيبة" الجهادي الباكستاني ربما تدّعي مسؤوليتها عن الهجوم.

وأفاد ناجون من الهجوم بأن المهاجمين كانوا يستهدفون الرجال غير المسلمين.

وقال رئيس وزراء المنطقة، عمر عبد الله إن الهجوم "كان أكبر بكثير من أي هجوم شهدناه على المدنيين في السنوات الأخيرة". وأشارت تقارير إلى وجود عدد كبير من الجرحى، بعضهم في حالة حرجة.

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من بين زعماء العالم الذين أدانوا الهجوم.

"كشمير: لماذا تتقاتل باكستان والهند على هذا الإقليم؟"

وقال ترامب في منشور على موقع التواصل الاجتماعي الخاص به "تروث سوشيال": "أخبار مزعجة للغاية من كشمير. الولايات المتحدة تقف بقوة إلى جانب الهند ضد الإرهاب".

ووصفت فون دير لاين مقتل ضحايا هجوم كشمير بأنه "هجوم إرهابي شنيع"، في حين أعرب بوتين عن "خالص التعازي" لما خلّفته هذه "الجريمة الوحشية" من عواقب.

ونفى وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف، أيّ دور لبلاده في هجمات باهالغام، واصفاً إياها بأنها أعمال تمرُّد مسلّحة محلية ضد الحكومة الهندية.

واتهم آصف الهند بالتدخل في شؤون باكستان، وهو ما تنفيه نيودلهي بشدّة.

"مودي يقطع زيارته إلى السعودية"

قطع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي زيارته إلى السعودية، وعاد للبلاد في أعقاب هذا الهجوم، وفقاً لمصادر في الخارجية الهندية. وكان من المقرر أن تستمر هذه الزيارة ليومين.

وقال مودي إن مرتكبي الهجوم "سيُقدَمُون للعدالة".

وأضاف مودي في بيان على موقعه الإلكتروني: "عزمُنا على مكافحة الإرهاب لن يلين وسوف يزداد قوة".

وتوجّه وزير الداخلية الهندي، أميت شاه إلى سريناغار، أكبر مدن كشمير، الثلاثاء لعقد اجتماع أمني طارئ.

وقال نائب حاكم المنطقة مانوغ سينها إن قوات الجيش والشرطة انتشرت في مكان الحادث.

وتشهد المنطقة، ذات الأغلبية المسلمة، تمرداً مستمراً منذ عام 1989 رغم تراجع وتيرة العنف في السنوات القليلة الماضية.

تعرف على منطقة كشمير التي تسببت بحربين بين الهند وباكستان

وقع الهجوم في بايساران، وهي منطقة جبلية تقع على مسافة خمسة كيلومترات من باهالغام.

وقال المفتش العام لشرطة غامو وكشمير، فيدي كومار بيردي لبي بي سي الهندية، إن المركبات غير قادرة على الوصول إلى المنطقة التي وقع فيها إطلاق النار.

وقال سائح من ولاية غوجارات، كان ضمن المجموعة التي تعرضت لإطلاق النار، إن الفوضى اندلعت بعد الهجوم المفاجئ، وبدأ الجميع في الجري والبكاء والصراخ.

"المسلمون في الهند: لماذا تصاعد خطاب الكراهية ضدهم؟"

ويبدو أن مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام هندية تظهر جنوداً يركضون نحو مكان الهجوم، بينما يمكن سماع الضحايا في مقاطع أخرى يقولون إن المسلحين استهدفوا غير المسلمين.

وتُظهر فيديوهات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تتمكن بي بي سي من التحقق منها، جُثثاً ملقاة على أطراف حديقة بينما يبكي الناس ويتوسلون طلباً للمساعدة.

"تضرُّر الاقتصاد السياحي"

ومن المتوقع أنّ هجوم باهالغام، الذي يأتي قبيل بلوغ موسم السياحة في كشمير ذروته، أن يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد السياحي للمنطقة.

وسادت "حالة من الذعر" بين بعض السائحين الذين كانوا بالفعل في العاصمة سريناغار، وحالة من "الغضب والخوف" بين أولئك الذين كانوا يقرّرون الذهاب لاحقاً، بحسب ما قال مصدر من وكالة أبهيشيك هوليدايز لتنظيم الرحلات لبي بي سي.

وأضاف المصدر: "نحن بصدد إلغاء العديد من الرحلات".

وأضافت شركات الطيران العديد من الرحلات إلى سريناغار من أجل استيعاب أعداد السائحين الراغبين في العودة إلى ديارهم.

وتشهد منطقة غامو وكشمير، منذ تجريدها من الحكم الذاتي في 2019، زيادة كبيرة في أعداد السائحين، والتي تجاوزت 23 مليون سائح في العام الماضي.

وتعد باهالغام وجهة سياحية شهيرة محلياً ودولياً، وفي السنوات الأخيرة حاولت الحكومة تشجيع المزيد من السياحة إلى المنطقة.

حركة انفصالية

أفادت الشرطة أن العديد من السائحين نُقلوا إلى المستشفى مصابين بأعيرة نارية. وفرضت قوات الأمن طوقاً أمنياً على الموقع مع تمركز مركبات وجنود عند نقاط تفتيش أقيمت في المنطقة. وتجري قوات الجيش الهندي وشرطة غامو وكشمير عملية بحث مكثفة.

وقالت وسائل إعلام هندية إن عدة احتجاجات خرجت الأربعاء تنديداً بالهجوم.

ومنذ تسعينيات القرن العشرين، أدت حركة تمرد انفصالية مسلحة ضد الحكم الهندي في المنطقة إلى مقتل عشرات الآلاف، بينهم مدنيون وقوات أمن.

وقُسمت منطقة الهيمالايا بعد استقلال الهند عن بريطانيا وإنشاء دولة باكستان عام 1947.

وتزعم الدولتان النوويتان أحقيتهما بالمنطقة بأكملها وخاضتا حربين وصراعاً محدوداً عليها في العقود التي تلت ذلك.

وينتشر في الإقليم نحو 500 ألف جندي هندي بشكل دائم.

ورغم تراجع حدة القتال منذ إلغاء مودي الحكم الذاتي الجزئي لكشمير في 2019، ما تزال المنطقة تشهد أعمال عنف.

وكان آخر هجوم كبير على المدنيين في يونيو/ حزيران 2024، عندما قُتل تسعة أشخاص وجُرح 33 آخرون بعد أن أطلق مسلحون النار على حافلة تقل حجاجاً هندوساً.

وأدى تفجير انتحاري في الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير في 2019 إلى مقتل 46 جندياً على الأقل ودفع الهند إلى شن غارات جوية على أهداف في باكستان.