اتخذ دولة رئيس مجلس الوزراء، الأستاذ سالم بن بريك، قرارًا جريئًا بإقالة رئيس صندوق صيانة الطرق والجسور، معين الماس، وتكليف المهندس حسين عقربي خلفًا له، في خطوة نعتبرها في #باب_نيوز انتصارا للشفافية وتأكيداً على أن الدولة بدأت تتحرك فعلياً نحو حماية المال العام ومحاسبة الفاسدين.
على مدى الأيام الماضية لم يكن عملنا في "باب نيوز" اعتيادياً بل كان مواجهة مفتوحة مع واقع صعب ومليء بالتحديات، فقد شكّلنا خلية عمل متخصصة، كرست جهدها ووقتها لتدقيق كل وثيقة ومراجعة كل معلومة وردت إلينا، بدافع من مسؤوليتنا المهنية وواجبنا تجاه الرأي العام، وعملنا في ظل بيئة ضاغطة حيث تُباع الولاءات وتُشترى المواقف وتُكمم الأفواه بالترهيب أو المال!
تعرضنا لضغوط وتحذيرات ومحاولات متعددة للتأثير على خطنا التحريري، لكننا لم ننحني، وظلت الحقيقة هي بوصلتنا.
اليوم ومع صدور هذا القرار الحكومي الحاسم، نزداد يقيناً بأن ما بذلناه من جهد لم يكن عبثًا، وأن الصحافة الجادة قادرة على أن تكون أداة رقابة فاعلة وصوتًا للناس.
يرحل "معين الماس" من منصبه مثقلاً بملفات فساد وفشل بعد أن حول صندوق صيانة الطرق إلى وسيلة للإثراء لا للإعمار..
يرحل اليوم ويترك وراءه بنية تحتية مدمّرة وطرقات منهارة ومشاريع متعثرة أو لم تُنفذ أصلًا..!!
وفي المقابل برزت المبادرات الشبابية والأهلية بعيدًا عن المصالح الشخصية والفساد المؤسسي، وفي مقدمتها مبادرتنا في محافظة أبين التي استطاعت خلال فترة وجيزة أن تحقق ما عجز صندوق صيانة الطرق عن إنجازه طوال سنوات.
وفي الختام، نتوجّه بجزيل الشكر والتقدير لدولة رئيس الوزراء على هذا القرار الشجاع، واستجابته السريعة لما نشرناه من وثائق ومستندات موثوقة كشفت حجم الفساد الذي طال مؤسسة حيوية تخدم ملايين المواطنين.
ونأمل أن لا يكون هذا القرار نهاية القصة، بل بداية لمحاسبة شاملة لا تستثني أحدًا، وإصلاح حقيقي يُعيد لهذه المؤسسة دورها الوطني في خدمة الناس، لا خدمة الفاسدين.
وأخيرًا.. أُغلق هذا الباب الذي فاحت منه روائح الفساد، لكن الطريق ما زال طويلاً، فما أكثر الأبواب التي سنطرقها، نفتحها على الحقيقة ونغلقها على الفاسدين.. فمعركتنا مع الفساد لم تنتهي بعد، ولا نهاية لطريقنا إلا باستعادة الحق وتطهير البلد من الفاسدين.
#نبراس_الشرمي
رئيس تحرير #باب_نيوز