كشف تقرير حديث صادر عن البنك الدولي ومنظمة اليونيسف، في سبتمبر 2025، عن تفاقم خطير للأزمة الإنسانية في اليمن، محذرًا من أن البلاد أصبحت العامل الرئيسي وراء الزيادة غير المسبوقة في معدلات فقر الأطفال بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وبحسب التقرير، فإن معدلات الفقر المدقع بين الأطفال في اليمن ارتفعت بنسبة صادمة بلغت 102.2% خلال الفترة بين 2014 و2024. هذه القفزة وحدها دفعت متوسط فقر الأطفال في المنطقة من 7.2% إلى 13.3%. أما عند استبعاد اليمن من الإحصاءات، فتظل النسبة شبه مستقرة عند حدود 3%.

ويعزو التقرير هذه الأرقام المقلقة إلى سنوات طويلة من الحرب المستمرة، والانهيار الاقتصادي، وضعف البنية التحتية والخدمات الأساسية. ورغم التحديات الكبيرة في جمع البيانات، إلا أن المؤشرات تعكس الواقع القاسي لملايين الأطفال اليمنيين الذين يشكلون الشريحة الأكثر تضررًا من الأزمة.

ويؤكد التقرير أن معالجة هذه المأساة لا تقتصر على التدخلات الإنسانية العاجلة، بل تتطلب قبل كل شيء قرارات سياسية والتزامات واضحة من الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي. كما دعا إلى اعتماد سياسات متكاملة تستهدف الأسر بشكل مباشر، وتوسيع برامج الحماية الاجتماعية، وزيادة الاستثمارات في التعليم والصحة والتغذية.

كما شدد على أن مواجهة الفقر في اليمن لا يمكن أن تقتصر على الجانب النقدي، بل يجب التعامل مع أبعاد الحرمان المتعددة التي تشمل سوء التغذية، ضعف الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية، وشح المياه النظيفة، وهي عوامل متشابكة تجعل الأزمة أكثر تعقيدًا وإلحاحًا.