آخر تحديث :الجمعة-16 مايو 2025-06:15م

ظاهرة الألقاب تضيع الأسماء الحقيقية..!

السبت - 01 مارس 2025 - الساعة 04:12 ص

علي عبدربه غزال
بقلم: علي عبدربه غزال
- ارشيف الكاتب

في مجتمعنا نحن اهل البلد، تنتشر ظاهرة استخدام الألقاب بين الشباب واهل المواهب الفنية والثقافية وغيرها بدلاً من الأسماء الحقيقية، حتى أصبح بعض الأشخاص معروفين بلقب معين دون أن يعرف أحد اسمهم الحقيقي. وهذه الظاهرة لها أبعاد مختلفة، فمنهم من يستخدم اللقب للفخر والتباهي، ومنهم من يختار لقبا غامضا يمنحه هوية جديدة، وقد يكون الأمر مجرد تقليد أو عادة اجتماعية متوارثة.

إن اللقب قد يمنح صاحبه شهرة وتميزا، لكنه في الوقت ذاته قد يؤدي إلى إخفاء هويته الحقيقية، مما يسبب الإرباك في التعاملات الاجتماعية والمهنية. فكثيرا ما نسمع عن شخص يعرف بنفسة بـ(فتى...)ويدعى بذلك اللقب وهو اصلا موهبة فنية اوثقافية ولكنه ضيع اسمه والانتماء لاسرته أو (أبوفلان) وهذا التعامل يكثر في التنقل من مدينه الاخرى لكن عندما نبحث عن اسمه بين أهله أو زملائه، نجد صعوبة في التعرف عليه. بل إن البعض يصبح معروفا بين الناس بلقبه لدرجة أن اسمه الحقيقي ينسى تماما، مما قد يضعه في مواقف محرجة، خاصة عند الحاجة إلى التعامل الرسمي أو التعريف بنفسه بين الاهل والاصحاب والعامة من الناس.

لقد نهى الله سبحانه وتعالى عن الألقاب التي تحمل معاني سلبية أو تهدف إلى السخرية بالآخرين، حيث قال في كتابه العزيز.. وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ.. وعلى الرغم من أن بعض الألقاب قد تحمل معاني جميلة، إلا أن الإصرار على استخدامها وإخفاء الاسم الحقيقي ليس أمرا محمودا، بل قد يكون مدعاة للغموض وسوء الفهم بين الناس.

من الأفضل أن يعتز كل إنسان باسمه الحقيقي، فهو جزء من هويته وشخصيته واهله ويعكس جذوره وانتماءه. لا بأس باستخدام الألقاب في بعض المواقف الاجتماعية، لكن يجب ألا تكون بديلاً عن الاسم الحقيقي، حتى لا يضيع الإنسان بين الألقاب، فيعرف بها وينسى اسمه الذي ولد به.!