آخر تحديث :الجمعة-16 مايو 2025-06:15م

الغراب بين الحكمة والغموض

الأحد - 23 فبراير 2025 - الساعة 10:01 م

علي عبدربه غزال
بقلم: علي عبدربه غزال
- ارشيف الكاتب

أنا كل يوم أمارس الرياضة في الصباح والعصر، ودائمًا ما يلهمني شيء ما لأكتب عنه خلال المشي. اليوم، لاحظت الغربان تقفز من عمود إلى آخر في الممر المخصص للمشاة. والواقع أن الغراب هو طائر ينتمي إلى فصيلة الغربان يتميز بريشه الأسود اللامع وبذكائه الفطري.

يعيش الغراب في بيئات متنوعة، ويشتهر بصوته الفريد وقدرته على التكيف مع مختلف الظروف. على مر العصور، ارتبط هذا الطائر في الثقافات والأساطير برموز متعددة، منها الحكمة والغموض، كما يُنظر إليه غالبًا كمرآة تعكس جمال الظلام وتعقيد الطبيعة.

لا يعتبر الغراب طائرًا غدارا بطبيعته، إلا أن بعض الثقافات والتقاليد الشعبية، خاصة في اليمن، منحته سمعة سيئة بسبب لونه الأسود وصوته النعيب، مما ربطه بالشؤم أو النحس في بعض المحافظات والمدن والبيوت وفي الحقيقة، يتمتع الغراب بذكاء عال وقدرة كبيرة على التعلم والتكيف.

وهنا يمكن أن أستذكر الأمثال الشعبية التي تصفه بالسوء، مثل (تبع الغراب يوديك للخراب) أي أن اتباع الشخص السيء المتكبر قد يقود إلى نتائج وخيمة(وجهه مثل وجه الغراب) والذي يُستخدم لوصف شخص غير محبوب أو يثير الاشمئزاز يتلون في كلامه مع الناس(ما يجيء من الغراب إلا الخراب) يقال عند توقع نتائج سلبية من شخص تولى وظيفة أو موقفًا معينًا وهو لايهش ولاينش غير مظهر.

وبما أنني مررت بمرحلة من حياتي في الصحافه باليمن، فأنا شخصيا لا أحب رؤية الغراب،كما أن الحمام لا يروق لي. ومع ذلك، لكل منا أذواقه وانطباعاته، وربما هناك شيء في سواد الغراب يجعلني أستشعر بمثل هذة الامثال الشعبية.. بينما لا يثير هديل الحمام فيّ أي إحساس بالحب الصادق. هكذا نحن البشر؛ نرى الأشياء بقلوبنا قبل أعيننا ونرتاح لما ينسجم مع أرواحنا.