أصدر المهندس هاني ناصر المحرمي تقريرًا فنيًا تحليليًا حول حادث احتراق حافلة النقل الجماعي في منطقة العرقوب بمحافظة أبين، ركّز فيه على الأسباب الحرارية والميكانيكية التي أدت إلى الكارثة، وقدّم جملة من التوصيات لتعزيز معايير السلامة في النقل البري.
وأوضح التقرير أن الاحتراق نجم عن فشل حراري كامل (Thermal Runaway) في نظام الفرامل، ناجم عن احتكاك مستمر وتأخر في إجراء الصيانة اللازمة، ما تسبب بارتفاع تدريجي لدرجة الحرارة وتآكل بطانات الفرامل حتى تجاوزت الحدود الآمنة.
وأشار إلى أن ارتفاع الحرارة أدى إلى اشتعال المواد الزيتية ثم امتداد النار إلى الإطارات وخزان الوقود في غياب نظام إنذار حراري أو إطفاء ذاتي.
وبحسب التقرير، استند التحليل إلى شهادة أحد الركاب الناجين، محسن مهدي الجنيدي، الذي أكد أن الرحلة انطلقت من العزيزية بالرياض، وظهرت رائحة احتراق قوية في الفرامل منذ المراحل الأولى من الطريق. ورغم ملاحظة السائقين للخلل، فقد تم تأجيل الصيانة على أمل إصلاحه في محطات لاحقة، ما ساهم في تفاقم الخطر حتى اندلع الحريق قبيل الوصول إلى مودية وأدى إلى احتراق المركبة بالكامل.
وأكد المهندس المحرمي أن غياب الاستجابة الفورية بعد ظهور الإنذار الحراري، وضعف تدريب السائقين على التعامل مع الأعطال الميدانية، وعدم تزويد الحافلات بأنظمة مراقبة حرارية ذكية، كانت عوامل رئيسية في تضخيم آثار الحادث.
وخلص التقرير إلى جملة من التوصيات التنظيمية لوزارة النقل اليمنية، أبرزها: إلزام شركات النقل بإجراء فحص حراري دوري لنظام الفرامل بعد كل 500 كيلومتر تشغيل.
تركيب حساسات حرارة ذكية متصلة بنظام إنذار داخل المقصورة.
اعتماد أنظمة إطفاء آلي في منطقة المحرك والمؤخرة باستخدام غازات خاملة.
تدريب السائقين على إجراءات الطوارئ والتعامل مع مؤشرات الاحتراق المبكر.
تعديل تصميم الحافلات لتضمين فاصل حراري بين خزان الوقود ونظام الفرامل.
إنشاء لائحة وطنية خاصة بحوادث الاحتراق الميكانيكي في وسائل النقل الجماعي.
واختتم المهندس المحرمي تقريره بالتأكيد على أن الحادث يشكّل جرس إنذار لضرورة تبني الصيانة الوقائية وتطبيق أنظمة المراقبة الحرارية الذكية، حفاظًا على أرواح الركاب ومنع تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل.