أطلقت 46 منظمة إغاثية دولية ومحلية تحذيراً مشتركاً من تفاقم أزمة الجوع في اليمن، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة تهدد حياة الملايين، خصوصاً الأطفال.
وجاء التحذير تزامناً مع اليوم العالمي للغذاء، حيث دعت المنظمات المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل وسريع لتفادي كارثة إنسانية وشيكة يصعب احتواؤها إن استمر التدهور الحالي.
وأكدت المنظمات في بيان مشترك أن اليمن يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الغذائية في العالم، إذ يعاني نحو نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي، فيما يواجه قرابة 18 مليون شخص خطر الجوع، بينهم 41 ألفاً مهددون بالمجاعة بحلول مطلع عام 2026.
وأشار البيان إلى أن معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون الخامسة تجاوزت الحدود الخطيرة، إذ يعاني نحو نصفهم من سوء تغذية مزمن، بينما تشهد أكثر من 100 مديرية حالة طوارئ غذائية، بينها مديرية عبس بمحافظة حجة التي سُجلت فيها وفيات بين الأطفال بسبب الجوع.
ولفتت المنظمات إلى أن محافظتي الحديدة وتعز تواجهان تدهوراً متسارعاً، مع توقعات بارتفاع نسب سوء التغذية الحاد بين 15% و30% بنهاية العام الجاري، نتيجة تراجع التمويل الدولي وتقليص برامج المساعدات في عام 2025.
وأشار البيان إلى أن استمرار الصراع، وتدهور الاقتصاد، وأزمة المياه، وتغيرات المناخ، كلها عوامل تدفع اليمن نحو حافة المجاعة، محذّراً من أن الوقت ينفد لإنقاذ الأرواح.
كما نددت المنظمات بالقيود المفروضة من قبل ميليشيا الحوثي على حركة العاملين في المجال الإنساني، خصوصاً العاملات اليمنيات، معتبرة أن ذلك يعطل وصول المساعدات إلى الفئات الأشد ضعفاً.
ودعت المنظمات المجتمع الدولي إلى زيادة تمويل مشاريع الأمن الغذائي وسبل العيش، وتعزيز الحماية للعاملين الإنسانيين، إضافة إلى الاستثمار في خطط الحد من مخاطر الكوارث.
وطالبت الأطراف اليمنية كافة بالعمل الجاد نحو سلام شامل ومستدام، وتخفيف المعاناة الاقتصادية عن المواطنين، وتسهيل وصول الإغاثة الإنسانية، مشددة على أن مكافحة الجوع وسوء التغذية تتطلب حلولاً سياسية واقتصادية متكاملة.