مع ساعات الصباح الأولى، عادت مدينة شقرة الساحلية لتُدق فيها نواقيس التنبيه؛ إذ تواصل أمواج البحر الشمالية المعروفة محليًا بـ"الكوس" زحفها نحو الأحياء السكنية، مهددة بمزيد من التآكل الساحلي وملامسة جدران المنازل الأولى، بعد أن تراجعت الحواجز الرملية الطبيعية التي لطالما شكّلت خط الدفاع الأول.
وفي مشهد وصفه الأهالي بـ"الغزل العنيف"، تناقل ناشطون صورة قالوا إنها تُجسد واقع الحال في شقرة، حيث بدا البحر وكأنه يستعيد حضوره على حساب اليابسة.
وقال الأستاذ الدكتور سعيد بايونس، أحد سكان مدينة شقرة: "لطالما شكّلت المسافة بين منازلنا وساحل البحر متنفسًا لحياتنا اليومية، احتضنت طابور المدرسة والأنشطة الرياضية، لكنها اليوم لم تعد موجودة، فقد استعادها البحر بهدوء عبر السنين بفعل عوامل طبيعية مستمرة".
وأشار الدكتور بايونس إلى أن هذه الظاهرة ليست طارئة، بل نتيجة تراكمات بيئية تتطلب تدخلًا فاعلًا، مستذكرًا موقف المحافظ الأسبق لأبين، المهندس فريد مجوّر، الذي بادر في مواسم سابقة إلى تنفيذ أعمال ردم واسعة امتدت لعدة كيلومترات، بدعم من لجنة التطوير، لحماية أحياء المدينة من هيجان البحر.
وأضاف: "نأمل اليوم أن تُستعاد روح تلك المبادرات من قبل السلطات المحلية والشركاء المعنيين، فالوضع الحالي يتطلب تحركًا عاجلًا لإعادة بناء الحماية الساحلية، حفاظًا على حياة الأهالي والبنية السكنية".