حذّر وزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم بحيبح من تدهور خطير يواجه القطاع الصحي في اليمن، مع تزايد أعداد المهاجرين القادمين من دول القرن الإفريقي بمعدل يصل إلى نحو 200 شخص يوميًا، في وقت تعمل فيه المنشآت الصحية بأقل من نصف قدرتها بسبب الحرب وتراجع التمويل.
وقال بحيبح في تصريح للجزيرة نت إن اليمن يشهد موجات متصاعدة من المهاجرين الذين يتنقلون بين المحافظات بطرق غير منظمة، الأمر الذي وصفه بـ"القنبلة الموقوتة" التي تضغط على قطاع صحي هش بالكاد يواجه احتياجات السكان.
وأوضح الوزير أن تجارب الأوبئة السابقة، وفي مقدمتها الكوليرا التي تفشّت في البلاد وأصابت ملايين اليمنيين، أثبتت خطورة غياب الرقابة الصحية، مشيرًا إلى أن أحد المهاجرين كان مصدر انتقال الوباء في موجته الأولى، ما يزيد من مخاطر استمرار تدفق المهاجرين بلا إجراءات فحص كافية.
وأكد بحيبح أن الحكومة تتعامل مع ملف الهجرة من منظور إنساني، وتعمل بالتنسيق مع الشركاء الدوليين لضمان وصول الخدمات الصحية الأساسية للمهاجرين واللاجئين إلى جانب المواطنين، إلا أن حجم التحديات المتزايد يتطلب دعماً إضافياً وعاجلاً لمنع انهيار المنظومة الصحية.
وأشار الوزير إلى أن وجود أكثر من أربعة ملايين نازح يعيشون في مخيمات تفتقر إلى الخدمات الأساسية قد ضاعف الضغط على المرافق الصحية التي تعمل أصلاً بموارد محدودة، مما أدى إلى ارتفاع نسب الأمراض والوفيات، خصوصاً بين النساء والأطفال.
وحذّر بحيبح من أن أي توقف أو تقلص في التمويل الدولي سيقود إلى تفاقم انتشار الأوبئة ويعرض حياة ملايين اليمنيين للخطر، داعياً إلى تحرك مشترك من الحكومة والمنظمات الدولية والقطاع الخاص لضمان استمرار الخدمات الصحية وإنقاذ النظام الصحي من الانهيار.