اختفت ناقلة نفط تحمل علم جزر مارشال من أنظمة التتبع بعد انحراف مفاجئ نحو المياه الإقليمية الإيرانية أثناء عبورها خليج عُمان، في حادث أثار مخاوف واسعة بشأن أمن الملاحة في واحد من أهم الممرات النفطية العالمية.
الناقلة "تالارا"، التي كانت في طريقها من الإمارات إلى سنغافورة محمّلة بزيت الغاز عالي الكبريت، أظهرت آخر موقع لها على بعد 22 ميلاً بحرياً شرق ميناء خورفكان قبل أن تختفي إشاراتها بشكل كامل.
وأكدت مصادر بحرية وشركات إدارة المخاطر أن الحرس الثوري الإيراني يُرجح أنه أعاد توجيه الناقلة نحو السواحل الإيرانية، فيما تستمر التحقيقات الدولية لمعرفة ملابسات الحادث وطبيعة ما تعرضت له السفينة.
وقالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري إن ثلاثة قوارب صغيرة اقتربت من الناقلة جنوب مضيق هرمز قبل أن يتغير مسارها بشكل مفاجئ، وهو ما وصفته بأنه مؤشر واضح على حادث اعتراض.
كما نقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية بحرية أن الاتصال بطاقم السفينة فُقد صباح الجمعة، ما يزيد من القلق بشأن سلامة البحارة والشحنة النفطية.
وبحسب بيانات موقع “مارين ترافيك”، كانت آخر إشارة رصدت للناقلة عند الساعة 08:10 بالتوقيت العالمي بالقرب من الساحل الإيراني، قبل أن ينقطع الاتصال بها نهائياً بعد 12 دقيقة فقط.
وحذّرت مجموعة فانجارد البريطانية لإدارة المخاطر البحرية من أن الحادث يمثل تهديداً مباشراً لحركة الشحن في خليج عُمان ومضيق هرمز، الذي يعبر منه نحو 20% من النفط الخام المتداول عالميًا.
ويرى خبراء الطاقة أن استمرار التوترات قد يدفع بأسعار النفط إلى الارتفاع إذا تكررت عمليات الاعتراض أو الاحتجاز.
وتشير جهات بحرية إلى أن حمولة السفينة المكونة من زيت غاز عالي الكبريت تُضاعف من خطورة أي حادث محتمل، سواء على البيئة البحرية أو على أفراد الطاقم.
في المقابل، دعت شركات الشحن كافة السفن العابرة للممرات الخليجية إلى رفع درجة الحيطة والحذر، وتجنب الاقتراب من أي تحركات مشبوهة، والإبلاغ فوراً عن أي نشاط غير طبيعي للمراكز الدولية المعنية بالملاحة.
ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوتر بين إيران ودول الخليج، وتكرار حوادث اعتراض السفن خلال السنوات الأخيرة، ما يثير مخاوف من إمكانية تطور الوضع إلى مواجهة أوسع.
ولا تزال الجهات البحرية الدولية تتابع القضية عن كثب، مع مطالبات بإجراء تحقيق عاجل وشفاف لكشف المسؤوليات وضمان أمن الملاحة في خليج عُمان ومضيق هرمز.