أفاد تقرير دولي حديث بأن العمليات العسكرية الأمريكية في شمال اليمن أدت إلى مقتل حوالي 400 عنصر من مليشيات الحوثي، في واحدة من أوسع الحملات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة في البلاد منذ سنوات.
ووفقًا لتقرير صادر عن «مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح» (ACLED)، نفّذت الولايات المتحدة عملية «الفارس الخشن» بين 15 مارس/آذار و5 مايو/أيار 2025، وشملت 461 غارة جوية وهجمات بطائرات مسيّرة استهدفت مواقع تابعة للمليشيات الحوثية.
وأشار التقرير إلى أن هذه العمليات أسفرت عن سقوط 515 قتيلًا، من بينهم 131 مدنيًا و384 مقاتلًا حوثيًا، وذلك ضمن رد واشنطن على هجمات المليشيات التي استهدفت الملاحة الدولية في البحر الأحمر، بالإضافة إلى ضربات ضد إسرائيل.
وأعلن التقرير أن الولايات المتحدة أنهت عملياتها الجوية في 6 مايو/أيار، عقب ما وصفه التقرير بـ«استسلام» الحوثيين وتوقفهم عن استهداف سفن الشحن الأمريكية وحلفائها في البحر الأحمر والمياه الإقليمية المجاورة.
ومنذ ذلك التاريخ، لم تُسجل أي ضربات أمريكية أو هجمات بحرية من قبل الحوثيين حتى نهاية الشهر، مما اعتُبر مؤشرًا على تهدئة التصعيد الإقليمي.
تصعيد جديد ضد إسرائيل
ورغم التهدئة في البحر الأحمر، أشار التقرير إلى تصعيد حوثي ملحوظ ضد إسرائيل خلال مايو/أيار، حيث نفذت المليشيات 24 هجومًا، بزيادة بلغت 33% مقارنة بشهر أبريل/نيسان، في أعلى معدل شهري منذ ديسمبر/كانون الأول 2024.
وأعلنت المليشيات عن فرض حصار بحري على ميناء حيفا الإسرائيلي، في خطوة رمزية تربط هجماتها في البحر الأحمر بالحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
وفي سياق الرد، شن الجيش الإسرائيلي 13 غارة جوية الشهر الماضي على مواقع حوثية في صنعاء والحديدة وعمران، مسجلًا ثاني أعلى عدد من الضربات خلال شهر واحد منذ بدء الغارات الإسرائيلية في يوليو/تموز 2024.
تحذيرات من تجدد التصعيد
وحذر مشروع ACLED من هشاشة التهدئة بين واشنطن والحوثيين، مؤكدًا أن «خطر تجدد التصعيد الإقليمي لا يزال قائمًا»، خاصة في ظل استمرار الولايات المتحدة في حماية أمن الملاحة البحرية، وتصعيد إسرائيل ردها العسكري على ما تعتبره «استفزازات حوثية».
وأشار التقرير إلى أن أي اختبار للخطوط الحمراء في اتفاق وقف إطلاق النار، أو توسيع المليشيات نطاق عملياتها، قد يدفع نحو تدخلات عسكرية أوسع ويؤدي إلى تفاقم التوترات في المنطقة.
العين