آخر تحديث :السبت-13 سبتمبر 2025-06:06م

(20) الارهابي عبدالكريم امير الدين الحوثي.. الجلاد الحوثي الذي انتحل صفة وزير

السبت - 13 سبتمبر 2025 - الساعة 06:03 م

د. فياض النعمان
بقلم: د. فياض النعمان
- ارشيف الكاتب

سلسة مقالات 20 -20

ليس في سلطة الحوثيين رجل يجسد قبح الدولة عندما تقع في يد العصابة أكثر من الارهابي عبدالكريم أمير الدين الحوثي وجهه هادئ لكن خلف تلك الملامح تختبئ ماكينة موت لا تتوقف وهو الوزير الذي لا يعرف من الوزارة إلا أنها وسيلة لإدارة الخوف والمسؤول الذي لا يرى الشعب إلا كقطيع يجب أن يقاد بالسلاسل لا يشبه رجال السلطة التقليديين وانما يشبه جلاد يرتدي بدلة رسمية ويتحدث بلغة القانون بينما يكتب يوميا فصولا جديدة من القهر إن الارهابي عبدالكريم ليس مجرد اسم في قائمة حكومة المليشيات الحوثية الانقلابية وهو أحد أبرز وجوه المشروع السلالي ورمز الهاشمية عندما تتحول إلى جهاز أمني يراقب أنفاس الناس ويحتكر حتى حقهم في الأمان.

منذ نشأته حمل الارهابي عبدالكريم إرث سلالي عتيق ولد في بيت يغلي بخطاب الاصطفاء وتربى على قصص الحق الإلهي ونشأ مؤمن أن الحكم ميراث والسلطة امتياز مكتوب في الجينات فهذه النشأة جعلته أكثر التصاق بمشروع الولاية فلم يكن بحاجة إلى كثير من الجهد ليصبح واحد من أهم الدوائر الضيقة المحيطة بزعيم المتمردين الارهابي عبدالملك الحوثي رجل العائلة الذي يتولى ملفات حساسة ويمسك بمفاصل الدولة كما يمسك اللص بخزانة غنيمة.

تعيينه وزير للداخلية لدى المليشيات الحوثية الارهابية لم يكن اختيار فني أو إداري وانما كان تتويج لدور طويل في خدمة الجماعة فوزارة الداخلية التي كان يفترض أن تحمي المواطن وتطبق القانون تحولت تحت قيادة المليشيات إلى مؤسسة رعب لا وظيفة لها إلا حماية المليشيات وملاحقة خصومها وكل قسم شرطة صار ثكنة وكل سجن صار مقبرة صامتة وكل ضابط اصبح مشرف حوثي يرتدي بزة رسمية بينما عقله مليء بثقافة العصابة وبإشراف عبدالكريم لم تعد الداخلية جهاز وطني وانما مخلب من مخالب الأرهابي عبدالملك الحوثي في صدر الشعب.

الرجل لم يكتف بالقمع المباشر و أشرف على شبكة متكاملة من الانتهاكات مداهمات ليلية واعتقالات تعسفية وإخفاء قسري وتعذيب بشتى الوسائل وفرض الإتاوات على التجار تحت ذريعة المجهود الحربي والتضييق على المواطنين في أبسط تفاصيل حياتهم لقد جعل من الداخلية جهاز يطارد اليمنيين في تفاصيلهم اليومية حتى اصبح المواطن يرى رجل الأمن الحوثي كابوس يمشي على الأرض لا كحام للقانون.

خطورة الارهابي عبدالكريم الحوثي لا تقف عند حدوده الداخلية فهو واحد من أهم حلقات الاتصال بالخارج رجل ينسق مع الحرس الثوري الإيراني ويضمن أن تبقى صنعاء مفتوحة على بيروت وطهران وعبره تمر المعلومات ومن خلاله يتم التنسيق الأمني وهو العين التي يثق بها الارهابي عبدالملك لربط الداخل بالشبكات الخارجية لقد تحول منصبه إلى جسر بين أمن المليشيات والمخابرات الإيرانية وبين شوارع صنعاء وغرف الضاحية الجنوبية.

ولأنه ينتمي إلى الدائرة العائلية الضيقة فإن نفوذه يتجاوز بكثير حدود الوزارة هو ليس وزير فحسب وانما مشرف أعلى على بقية الوزراء والمسؤولين وأوامره نافذة حتى على من يفترض أنهم أعلى منه منصب وكلمته تحمل ثقل العائلة السلالية العنصرية التي لا يجرؤ أحد على معارضتها وبهذا المعنى اصبح الارهابي عبدالكريم الحوثي تجسيد لفكرة أن الدولة ليست مؤسسات وانما شبكة قرابة سلالية طائفية وأن القرارات لا تصنع في مجلس الوزراء وانما في مجالس العائلة القريبة من زعيم المتمردين.

شخصية مثل الارهابي عبدالكريم أمير الدين الحوثي تفضح بجلاء كيف يتخفى المشروع الحوثي وراء واجهة الدولة وهو يجلس على مقعد وزير لكنه يتصرف بعقلية مشرف ميداني يلبس بزة رسمية لكنه يفكر بعقلية مليشاوي يرفع شعارات القانون لكنه ينهب المواطن ويقمعه بلا رحمة وجوده في الداخلية حول الوزارة إلى جهاز ضد الشعب إلى مؤسسة مسخرة لتأبيد حكم السلالة إلى أداة لإذلال اليمنيين وضمان ألا يرفعوا صوت في وجه سلطة الولاية.

وإذا كان الأرهابي عبدالكريم الحوثي قد عرف بلقب أبو ياسر داخل الجماعة فإنه بالنسبة لليمنيين رمز الخوف والبطش وكل بيت دهمته مليشياته يعرف حقيقته وكل أسرة فقدت ابنها في سجونه تعرف اسمه وكل مواطن اضطر لدفع إتاوة ليخرج من مأزق مختلق يعرف أنه يعيش في دولة يقود داخلها رجل لا يعرف من الأمن إلا القمع والارهاب.

الارهابي الحوثي صورة مركزة للمشروع الحوثي الارهابي مشروع يرفع شعار الدولة ليغطي على وجه العصابة مشروع يجعل من الوزارة أداة قمع لا مؤسسة خدمة مشروع يربط الداخل بالولاءات الخارجية ويحول الأمن إلى غطاء لمخططات إيران الارهابي عبدالكريم ليس وزير عادي وانما هو دليل حي على أن مليشيات الحوثي لم تاتي لبناء وطن ولكن لسرقة الدولة وتحويلها إلى قفص كبير يعيش فيه اليمني محروم من الأمن ملاحق بالخوف ومطارد بأجهزة يفترض أنها خصصت لحمايته.

وعندما يكتب تاريخ هذه المرحلة السوداء من حياة اليمن سيذكر الارهابي عبدالكريم أمير الدين الحوثي باعتباره أحد الوجوه الأشد قسوة في سلطة الحوثيين الرجل الذي جعل من الأمن سجن ومن الوزارة عصا ومن الدولة مجرد صورة باهتة تغطي عصابة تحكم بالدم والحديد وسيتذكر كواحد من أكثر الأدوات وحشية في يد الارهابي عبدالملك الحوثي وكشاهد على لحظة انكشفت فيها الهاشمية السياسية بكامل قبحها عندما لبست بدلة رسمية وقالت للعالم هذه دولة.