نفذت مؤسسة رموز التنموية للصم وذوي الاحتياجات الخاصة، صباح اليوم في محافظة عدن، ورشة عمل نوعية تحت عنوان: "صياغة واعتماد خطة عمل محلية شاملة وتشاركية لإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في الفضاء المدني" ،برعاية كريمة ودعم من مؤسسة SOS للتنمية وتمويل من الاتحاد الأوروبي.
تأتي هذه الورشة كجزء أصيل من مشروع "إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في الفضاء المدني"، وتهدف إلى وضع خارطة طريق عملية تضمن تعزيز مشاركة هذه الفئة المهمة في الحياة العامة، وتذليل العقبات التي تحول دون انخراطهم الفعال في المجتمع.
وفي مستهل الورشة، ألقت الأستاذة إيمان عمر هاشم، المدير التنفيذي لمؤسسة رموز التنموية، كلمة رحبت فيها بالحاضرين، قائلة: "بكم في هذه الورشة التي تمثل حجر زاوية في مسيرتنا نحو مجتمع أكثر شمولاً وعدالة، وإن تواجدكم اليوم يعكس إيمانكم العميق بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية وقدرتهم على العطاء إذا ما توفرت لهم البيئة والمساحة المناسبة".
وأضافت الأستاذة إيمان 'نحن في مؤسسة رموز، وبالشراكة مع زملائنا في مؤسسة SOS وبدعم سخي من الاتحاد الأوروبي، نسعى من خلال هذه الورشة لا لمجرد النقاش، بل لصياغة التزامات حقيقية وخطط عمل ملموسة تضمن أن يكون 'الأصم' شريكاً فاعلاً في صناعة القرار وفي الفضاء المدني بشكل عام. نتطلع من خلال خبراتكم ومقترحاتكم إلى الخروج برؤية موحدة تحول التحديات إلى فرص والوعود إلى واقع معاش."
هذا وشهدت الورشة مشاركة واسعة من ممثلي منظمات المجتمع المدني، وصناع القرار المحليين، وناشطين في مجال حقوق الإنسان، بالإضافة إلى ممثلين عن فئة الصم، وتفاعل المشاركون بإبداء آرائهم ومقترحاتهم من خلال التوجيه المتميز للدكتور وليد عبدالحفيظ، الذي أدار الجلسات باقتدار عالٍ وكان أكثر من رائع في تيسير النقاشات وتقريب وجهات النظر بين المشاركين.
وتناولت الجلسات عدة محاور رئيسية، منها: تحليل الوضع الراهن من خلال رصد التحديات القانونية والاجتماعية التي تواجه ذوي الإعاقة السمعية في عدن، وأيضا الشمولية التشاركية في كيفية تصميم سياسات محلية تضمن وصول الصم إلى المعلومات والخدمات والفعاليات المدنية، وكذا اعتماد الخطة من خلال الاتفاق على مسودة نهائية لخطة العمل المحلية التي سيتم التحرك بموجبها خلال الفترة القادمة.
ويُذكر أن مشروع إدماج ذوي الإعاقة السمعية يسعى إلى سد الفجوة في التواصل وتعزيز مفهوم "المواطنة المتساوية"، حيث يركز على تدريب الكوادر ورفع الوعي المجتمعي بأهمية لغة الإشارة كأداة أساسية للدمج في الفضاءات المدنية والعامة.
اختتمت الورشة بالتأكيد على ضرورة تضافر الجهود بين الجهات الحكومية والمنظمات الدولية والمحلية لضمان استدامة هذه الخطط وتحويلها إلى ممارسات يومية تحفظ كرامة وحقوق ذوي الإعاقة السمعية.
حضر الورشة دكتورة نجوى محمد فضل، مدير تنفيذي صندوق رعاية وتأهيل المعاقين المركز الرئيسي عدن، دكتور ياسر باسردة، عميد كليه العلوم الإدارية، الأستاذ نبيل الشاعري مدير عام التأهيل في وزارة التربية والتعليم، وممثلين من منظمات محلية ودولية.