آخر تحديث :الإثنين-06 أكتوبر 2025-12:45م
تحقيقات

تقرير أمريكي: اليمن ما زال ساحة صراع مفتوحة.. وإيران تواصل تسليح الحوثيين لخدمة أجندتها الإقليمية

تقرير أمريكي: اليمن ما زال ساحة صراع مفتوحة.. وإيران تواصل تسليح الحوثيين لخدمة أجندتها الإقليمية
الإثنين - 06 أكتوبر 2025 - 10:35 ص بتوقيت عدن
- باب نيوز - متابعات:

حذر تقرير أمريكي حديث من أن اليمن لا يزال بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب بؤرة معقدة ومضطربة، يعيش فيها ملايين المدنيين تحت وطأة نقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية، في ظل استمرار الصراع المسلح وعجز المنظمات الإنسانية عن التدخل الفعّال بسبب القيود التي تفرضها ميليشيا الحوثي.

وذكر موقع «Strategy Page» الأمريكي في تقريره أن إيران تواصل تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، ليس فقط لدعم الحرب الأهلية في اليمن، بل لتنفيذ أجندة إقليمية تستهدف خصومها في المنطقة.

وأشار التقرير إلى أن احتجاز الحوثيين لعدد من عمال الإغاثة الأجانب أعاق جهود الحكومة والمنظمات الدولية في التعامل مع الأزمات الإنسانية المتفاقمة، لافتًا إلى أن الموقع الجغرافي لليمن في الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة العربية، والمطل على الخليج العربي والبحر الأحمر والمحيط الهندي، جعله محورًا دائمًا للتوترات الإقليمية.

وأوضح التقرير أن تصاعد الهجمات الحوثية على السفن التجارية أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في تكاليف التأمين البحري، وتحول البحر الأحمر إلى "منطقة حرب"، ما أجبر السفن التجارية على تغيير مساراتها وسلوك طريق أطول عبر الساحل الجنوبي لأفريقيا.

وأضاف أن هذا التحول فرض زيادة في الحاجة إلى أسطول بحري أكبر بنحو 10% لتغطية الرحلات الطويلة، مستفيدًا من فائض السفن الذي بلغ نحو 11%.

واستعاد التقرير حادثة بارزة وقعت في عام 2024، حين استهدفت طائرة مسيّرة حوثية مبنى في تل أبيب وأوقعت قتيلًا وعدة إصابات، وردّت إسرائيل في اليوم التالي بغارات جوية مكثفة على ميناء الحديدة استهدفت مرافق حيوية ومستودعات وقود، ما تسبب بأضرار جسيمة قد يستغرق إصلاحها عامًا كاملًا.

وبيّن التقرير أن ميناء الحديدة يمثل المنفذ الرئيسي لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، لاستخدامها في مهاجمة السفن في البحر الأحمر، مؤكدًا أن استمرار هذه الهجمات يشكل خطرًا مباشرًا على حركة الملاحة الدولية وعلى ممر قناة السويس الحيوي، الذي تعتمد عليه مصر كأحد أهم مصادر دخلها بعائدات سنوية تقارب 10 مليارات دولار.

وفي محور آخر، كشف التقرير أن الحوثيين طوروا قدراتهم الصاروخية بدعم إيراني مباشر، إذ يتم تهريب الصواريخ الباليستية إلى اليمن على شكل أجزاء، ثم يُعاد تركيبها محليًا بإشراف فنيين إيرانيين قبل إطلاقها باتجاه السعودية والإمارات.

كما امتلك الحوثيون قدرات استطلاعية متقدمة مكنتهم من استهداف السفن العابرة لمضيق باب المندب بدقة، ما اضطر العديد من شركات الشحن إلى استخدام طرق بديلة أطول وأكثر تكلفة.

وبحسب التقرير، فإن الغارات الأمريكية والإسرائيلية المكثفة أواخر عام 2024، التي شاركت فيها قاذفات استراتيجية من طراز B-2، أدت إلى تراجع مؤقت في وتيرة الهجمات الحوثية، تزامنًا مع تشديد الحصار البحري الغربي على السواحل اليمنية وزيادة عمليات التفتيش في الممرات البحرية.

ويؤكد التقرير أن محاولات اغتيال قادة الحوثيين لم تُحدث تأثيرًا جوهريًا، نظرًا لهيكل الجماعة الواسع الذي يسمح بتعويض القيادات بسرعة، مشيرًا إلى أن تلك الاغتيالات غالبًا ما تتسبب في اضطرابات مؤقتة فقط.

واختتم التقرير بالقول إن إيران رغم أزماتها الداخلية واحتجاجات الشارع ضد سياساتها الخارجية، لا تزال متمسكة بدعم الميليشيات في اليمن وسوريا ولبنان كأدوات نفوذ إقليمي، ما يجعل اليمن ساحة مفتوحة لصراع طويل الأمد تتداخل فيه المصالح الإيرانية والغربية والإسرائيلية والمصرية والخليجية، في واحدة من أعقد بؤر التوتر في الشرق الأوسط.