حذرت دراسة حديثة صادرة عن منظمة "ميرسي كوربس" من أن العاصمة الأفغانية كابول تواجه أزمة مياه متفاقمة قد تتحول إلى تهديد وجودي لسكانها البالغ عددهم نحو ستة ملايين نسمة، وسط مؤشرات على اقتراب المدينة من استنفاد كامل لمخزونها من المياه الجوفية خلال السنوات المقبلة.
وبحسب التقرير، انخفضت طبقات المياه الجوفية في كابول بمقدار يتراوح بين 25 و30 متراً خلال العقد الأخير، مع تجاوز الاستهلاك معدلات إعادة التغذية الطبيعية بفارق يصل إلى 44 مليون متر مكعب سنوياً.
وأشار التقرير إلى أن نحو 90% من سكان العاصمة يعتمدون على مياه الآبار لتلبية احتياجاتهم اليومية، فيما جف ما يقرب من نصف الآبار العاملة.
وتُعزى الأزمة إلى مزيج من التغير المناخي، والنمو السكاني المتسارع، وسوء الإدارة السياسية، إذ تضاعف عدد سكان المدينة ست مرات خلال 25 عاماً من دون تطوير نظام إدارة مياه ملائم.
كما كشفت المنظمة أن نحو 80% من المياه الجوفية في كابول ملوثة بفعل الصرف الصحي غير الفعال والنفايات الصناعية، ما يزيد من المخاطر الصحية.
وأشارت "ميرسي كوربس" إلى أن غياب التمويل الدولي الكافي بعد انسحاب الولايات المتحدة عام 2021 أدى إلى توقف مشاريع حيوية لمعالجة الأزمة، لافتة إلى أن بعض الشركات الخاصة تستغل الوضع ببيع المياه المستخرجة من الآبار العامة بأسعار مرتفعة، ما يدفع بعض الأسر لإنفاق ما يصل إلى 30% من دخلها على شراء المياه.
التقرير دعا إلى تحرك عاجل يشمل تعزيز الحوكمة المائية، وتنظيم القطاع الخاص، وتجديد الاستثمارات في البنية التحتية، لتفادي انهيار واسع النطاق في إمدادات المياه بالعاصمة الأفغانية، محذراً من أن كابول قد تصبح أول عاصمة حديثة تواجه الجفاف الكامل إذا لم تُتخذ إجراءات فورية ومنسقة.