آخر تحديث :السبت-19 يوليو 2025-09:45ص
تحقيقات

إيران تفعّل خطوط التهريب مجددًا لتمكين حلفائها في اليمن ولبنان

إيران تفعّل خطوط التهريب مجددًا لتمكين حلفائها في اليمن ولبنان
الجمعة - 18 يوليو 2025 - 02:35 م بتوقيت عدن
- باب نيوز - متابعات خاصة:

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية في تقرير حديث عن مؤشرات تشير إلى محاولة إيران إعادة تسليح حلفائها في المنطقة، وعلى رأسهم جماعة الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان، مستندة إلى وثائق خاصة وتطورات ميدانية جديدة.

وفي هذا السياق، أعلنت الحكومة اليمنية -المعترف بها دوليًا- أنها اعترضت في وقت سابق من هذا الأسبوع أكبر شحنة أسلحة موجهة للحوثيين على ساحل البحر الأحمر. ووفقًا للتفاصيل، بلغت حمولة السفينة حوالي 750 طنًا من الأسلحة المتطورة، تضمنت صواريخ كروز، صواريخ مضادة للسفن والطائرات، رؤوسًا حربية، مكونات إلكترونية لاستهداف دقيق، ومحركات لطائرات مسيّرة.

وقد كانت الشحنة مخفية داخل سفينة شحن تُدعى "داو"، تحت غطاء شحنة مكيفات هواء، في محاولة لتمويه وجهتها الحقيقية؛ وبين المضبوطات، صواريخ "قادر" الإيرانية المضادة للسفن، بالإضافة إلى أجزاء من منظومة الدفاع الجوي "صقر"، التي استخدمها الحوثيون سابقًا لإسقاط طائرات أميركية من طراز MQ-9 ريبر.

وذكرت الحكومة الشرعية أن وثائق عُثر عليها داخل الشحنة، مكتوبة باللغة الفارسية، تُشير إلى أن الأسلحة مصدرها إيران، بما في ذلك شهادات جودة وكاميرات توجيه متطورة تم تركيبها على الزعانف الصاروخية.

وقالت الحكومة اليمنية إن الأسلحة تمر عبر دولة جيبوتي الواقعة في شرق إفريقيا، وعند مصب البحر الأحمر مقابل اليمن، ولفتت إلى أنها حصلت على عدة وثائق باللغة الفارسية تشير إلى أن مصدرها إيران.

وتضمنت الوثائق ما قالت إنه "دليل على أن هناك كاميرات مستخدمة في توجيه الصواريخ المضادة للطائرات، وشهادة جودة مرفقة بزعنفة صاروخية صنعتها شركة إيرانية".

ومن اللافت أن المضبوطات السابقة من قبل الحكومتين اليمنية والأمريكية كانت تقتصر عمومًا على أسلحة صغيرة أو قطع غيار، بدلاً من الصواريخ المجمعة بالكامل كهذه.

وتأتي هذه المضبوطات بعد أسابيع قليلة من وقف إطلاق النار الذي أنهى الحملة الجوية الإسرائيلية التي استمرت 12 يومًا ضد إيران، والتي شاركت فيها الولايات المتحدة الأمريكية عبر قصف المنشآت النووية الإيرانية.

في هذا السياق، قال محمد الباشا، مؤسس شركة باشا ريبورت الاستشارية للأمن في الشرق الأوسط، لـ"وول ستريت جورنال": "يشير توقيت وحجم هذه الشحنة بقوة إلى أن إيران تتحرك بسرعة لتجديد مخزون الحوثيين الذي استنفذته الغارات الجوية الأمريكية".

وأضاف أن ذلك يدل على أن طهران تريد "الحفاظ على وتيرة عملياتها العالية التي تستهدف إسرائيل وحركة الملاحة البحرية التجارية".

رغم ذلك، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل باقائي، يوم الخميس أن أي ادعاء بأن طهران أرسلت أسلحة إلى اليمن لا أساس له من الصحة.

غير أن مصادر الصحيفة تشير إلى أن هذا التسليح قد بدأ يؤتي ثماره، ففي الأسبوع الماضي استخدم مقاتلو الحوثيين قذائف صاروخية وصواريخ وطائرات مسيرة لإغراق سفينتين تجاريتين في البحر الأحمر، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد الطاقم على الأقل واحتجاز آخرين كرهائن. كما تطلق الجماعة المسلحة صواريخ باليستية على إسرائيل منذ أسابيع، على الرغم من اعتراض معظمها.

تسليح حزب الله عبر سوريا أو من سوريا

من جهة أخرى، قالت الحكومة السورية الجديدة إنها ضبطت في الآونة الأخيرة عددًا من الشحنات العسكرية على طول حدودها مع العراق ولبنان، بما في ذلك صواريخ غراد التي تستخدم في أنظمة إطلاق متعددة مركبة على شاحنات.

وأعلن الجيش اللبناني عن مصادرته شحنات أسلحة عبر حدوده مع سوريا تضمنت صواريخ روسية مضادة للدبابات، غالبًا ما يستعملها حزب الله.

وعن ذلك، قال مايكل كارداش، النائب السابق لرئيس قسم إبطال القنابل في الشرطة الوطنية الإسرائيلية، إن هناك "اتجاهًا متزايدًا في الأشهر الأخيرة لمحاولات التهريب عبر سوريا أو من سوريا" إلى حزب الله الذي تضررت إمدادات الأسلحة إليه بعد سقوط نظار بشار الأسد.

وتابع كارداش، الذي يتولى حاليًا مسؤولية أبحاث المتفجرات في شركة Terrogence الإسرائيلية للاستشارات الأمنية، أن المهربين يضطرون الآن إلى جلب الأسلحة في شحنات صغيرة بعدما كانوا يرسلونها في شاحنات محملة.

وتقول المصادر المطلعة للصحيفة إنه وعلى الرغم من الجهود المكثفة لمنع حزب الله من إعادة تزويد ترسانته المتضررة، فقد حققت الجماعة المسلحة، تمامًا مثل الحوثيين، بعض النجاح. فالجماعة تصنع طائراتها بدون طيار وصواريخها متوسطة المدى، وتمكنت من إعادة هيكلة شبكات التهريب إلى حد ما وتهريب بعض صواريخ كورنت وأسلحة متطورة أخرى.

يُذكر أن الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، صرّح في آخر خطاب له بأن الحزب بات "جاهزًا للمواجهة مع إسرائيل"، محذرًا من أن محاولات الحكومة اللبنانية لحل قضية نزع السلاح لن تؤثر عليهم.

وقد فسر البعض هذا الخطاب على أنه إعلان غير مباشر عن ترميم الترسانة العسكرية إلى حد يتيح خوض المواجهة من جديد، وربما يعيد رسم معادلات الردع بين تل أبيب وحزب الله بعد سقوطها في سبتمبر الماضي.