آخر تحديث :الإثنين-05 مايو 2025-11:06ص

من ينقذ اليمن من خطرين الحوثي من جهة ومجلس القيادة من جهة أخرى

الجمعة - 02 مايو 2025 - الساعة 02:53 ص

د. قاسم الهارش
بقلم: د. قاسم الهارش
- ارشيف الكاتب

تمر اليمن اليوم بمرحلة من أحلك مراحلها، مرحلة لا تتجسد فقط في استمرار انقلاب ميليشيا الحوثيين وسيطرتهم المسلحة، بل تتجسد أيضا ـ وربما بشكل أشد قسوة ـ في الانهيار الكارثي للسلطة الشرعية الممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة.

لقد أثبت المجلس خلال الأشهر والسنوات الماضية فشله الذريع في إدارة الدولة، وإخفاقه التام في تحمل مسؤولياته الوطنية. ففي الوقت الذي يعاني فيه الشعب اليمني من انهيار غير مسبوق للعملة الوطنية، وارتفاع جنوني في الأسعار، وانعدام الخدمات الأساسية، وانقطاع الكهرباء لأكثر من 22 ساعة يومياً عن العاصمة المؤقتة عدن وسط أجواء خانقة، نجد مجلس القيادة الرئاسي غائباً بالكامل عن المشهد الوطني، ومنشغلاً فقط بصراعات داخلية على النفوذ، وتقاسم الثروة، وحماية الفاسدين.

كان يفترض أن يسخر المجلس كل جهوده وإمكاناته لحشد القوى الوطنية، وتوحيد الصفوف، ومواجهة ميليشيا الحوثيين، خصوصاً في ظل الضربات الأمريكية الأخيرة التي أضعفت القدرات العسكرية للحوثيين. لكن الواقع الصادم هو أن المجلس لا يبدو راغباً في إنهاء الحرب، بل يظهر كأنه مستفيد منها، حيث يبرر استمرارها بقاءه في السلطة ويغطي على فساده المتفشي. وهكذا، بات المجلس عملياً يشكل خطراً موازياً ـ وربما أشد ـ من خطر الحوثيين، لأن الحوثي عدو واضح، بينما السلطة التي يفترض بها إنقاذ البلاد تتحول إلى عبء وخطر داخلي ينهش ما تبقى من الدولة.

إن استمرار هذا الوضع لا يعني مجرد فشل سياسي، بل يعني خيانة حقيقية لتضحيات الشعب اليمني الذي قدم آلاف الشهداء والمقاتلين في سبيل استعادة دولته وحريته وكرامته.

وهنا لا بد أن نوجه رسالة واضحة للجنة الرباعية الدولية المسؤولة عن ملف اليمن أن وقوفكم يجب أن يكون مع الشعب اليمني الذي يدفع الثمن يومياً، لا مع الأدوات الفاشلة والفاسدة التي تدمر ما تبقى من الدولة. دعم الشعب يعني دعم التغيير الحقيقي، ودعم قوى وطنية جديدة قادرة على تحمل مسؤولية الإنقاذ، لا الاستمرار في تدوير نفس الوجوه التي أوصلتنا إلى هذا الانهيار.

لذلك، نؤكد اليوم بوضوح وقوة بقاء مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بصيغتها الحالية لم يعد مقبولاً. لقد أصبح بقاؤهم عبئاً وخطراً على حاضر اليمن ومستقبله، ويجب أن يرحلوا فوراً، ويفسحوا المجال أمام قوى وطنية صادقة وشريفة تتحمل مسؤوليتها التاريخية في إنقاذ البلاد، ووقف هذا النزيف، واستعادة الدولة، وإعادة بناء مؤسساتها على أسس من النزاهة والكفاءة والعدالة.

عاش اليمن حراً أبياً،

والمجد والخلود لشعبه الصامد الصابر.